تقارب الرؤى والمصالح ميز العلاقات السورية الصينية وزاد من تجذرها وقوتها ورسوخها وقوف الصين إلى جانب الشعب السوري في محنته خلال سنوات الأزمة وفي حربه ضد الارهاب الذي بات يشكل خطرا على العالم كله.
وتستند العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين إلى مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية فاستخدمت جمهورية الصين الشعبية حق الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن لصالح سورية في محاولة للوقوف بوجه مشاريع الهيمنة الغربية ودفعها لاحترام الدول وحقها في تقرير مستقبلها السياسي دون تدخل خارجي.
ويصادف غدا الأول من تشرين الأول الذكرى الثامنة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية فيما يأتي العام الحالي متمما لإحدى وستين سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسورية.
وفي تصريح لمندوبة سانا أكد السفير الصيني بدمشق تشي تشيانجين “ان العلاقات الثنائية بين البلدين استمرت خلال سنوات الأزمة في سورية دون توقف وشهدت تطورا ملحوظا لاسيما خلال العام الجاري”.
ولفت السفير إلى تزايد الثقة بين البلدين خاصة أن الصين أعربت عن بالغ اهتمامها بالعمل على تطوير العلاقات مع سورية التي شاركت بدورها ضمن مبادرة طريق الحرير أو منتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي.
وأعرب السفير عن تقديره الكبير للسياسة التي تتبعها الحكومة السورية في التوجه شرقا مؤكدا ان حكومة بلاده ستتعاون مع سورية لتطوير العلاقات معها في المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية والاستراتيجية.
كما جدد السفير تشيانجين التأكيد على تأييد بلاده لسورية في حربها ضد الإرهاب ووقوفها إلى جانب حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضيها ورفض أي محاولة لتقسيمها لافتا إلى أن “الشعب السوري وحده من يحق له تقرير مستقبله بنفسه وليس الدول الأخرى”.
وحول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية والصين أكد السفير تشيانجين ان سورية شريك تجاري مهم لبلاده كونها تستورد معظم بضائعها منها لافتا إلى “استمرار التبادل التجاري بين البلدين حتى خلال سنوات الأزمة حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين تزيد عن مليار دولار”.
ولفت السفير الصيني إلى مشاركة “شركات صينية في الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي في آب الماضي وتعمل في مجالات الطاقة والكهرباء ومواد البناء والأجهزة الطبية” مؤكدا ان البدء بخطوط إنتاج سيارات صينية في سورية يعد مؤشرا مهما على التعاون التجاري والاقتصادي الكبير بين البلدين.
وأوضح السفير تشيانجين أن الشعب الصيني يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته ويقدر تضحياته لذا قدمت الصين خلال السنوات الماضية مساعدات إنسانية وتم التوصل لاتفاقية جديدة هذا العام لتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية جديدة إلى الشعب السوري تشمل “الأرز وبعض الأجهزة الكهربائية”.
ومع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري تدخل سورية مرحلة جديدة وتتجه في مسيرة إعادة الإعمار إذ يرى السفير الصيني ان “التنمية الاقتصادية في سورية تحتاج وضعا مستقرا” مبينا أن بلاده تتطلع لانتهاء الأزمة لتشارك في إعادة الإعمار وإقامة المشاريع سواء عبر الاستثمار أو عن طريق المشاريع التي تعتمد مبدأ المقايضة.
ولفت السفير تشيانجين إلى وجود بعض المسائل التي يجري العمل بين البلدين الصديقين على معالجتها من خلال القوانين والتشريعات لا سيما فيما يتعلق بالتمويل والمصارف ووسائل الدفع معربا عن أمله في تعزيز الحوار المشترك بين رجال الأعمال الصينيين والسوريين لإيجاد حلول لهذه المسائل.
وضمن سعيها لتعزيز التبادل الثقافي مع سورية أشار السفير الصيني إلى تقديم بلاده عشرات المنح الدراسية للسوريين ومشاركة نحو عشرات الأشخاص من مختلف الوزارات في سورية وخاصة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في دورات تدريبية متعددة تقيمها الصين.
نقلا عن سانا
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :