أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن استهداف طائرة حربية سورية من قبل “التحالف الدولي” وزيادة الوجود العسكري لواشنطن في مناطق جنوب سورية انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت أن طيران ما يدعى “التحالف الدولي” أقدم بعد ظهر يوم 18 الشهر الجاري على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة ما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدان الطيار مؤكدة أن هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي اليوم: “الجانب الروسي يعتبر مثل هذه الأعمال انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبادئ السيادة ووحدة أراضي سورية وعدم احترام ميثاق الأمم المتحدة”.
وطالبت زاخاروفا واشنطن بإجراء تحقيق دقيق في حادث استهداف الطائرة السورية “واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن وزارة الدفاع الروسية اضطرت بعد استهداف الطائرة السورية إلى تعليق العمل بالمذكرة المشتركة مع واشنطن حول منع وقوع الحوادث في أجواء سورية مؤكدة أن قيام الولايات المتحدة بزيادة وجودها العسكري في مناطق جنوب سورية انتهاك للقانون الدولي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ 19 من الشهر الجاري تعليق العمل بمذكرة أمن التحليقات الموقعة بين واشنطن وموسكو في الأجواء السورية وأن وسائل دفاعها الجوي ستتعامل مع أي جسم طائر كهدف مطالبة واشنطن “بإجراء تحقيق دقيق في إسقاط (التحالف الدولي) طائرة تابعة لسلاح الجو السوري في محيط بلدة الرصافة بريف الرقة وتزويد الجانب الروسي بالمعلومات حول نتائج هذا التحقيق والإجراءات المتخذة في أعقابه”.
وأعربت زاخاروفا عن استغراب الجانب الروسي بشأن أنباء حول نقل الولايات المتحدة منظومات صواريخ من نوع هيمارس إلى القرب من مدينة التنف إضافة إلى نشر مزيد من القوات الأمريكية شمال شرق التنف.
من جهة أخرى قالت زاخاروفا: إن “دول المنطقة لا تخفي الآن أنها تؤثر بشكل واضح في مختلف الجماعات المعارضة” مضيفة: إن “هذه الدول حاولت في الواقع التأثير في تلك الجماعات ومنعها من المشاركة في محادثات أستانا”.
وأكدت زاخاروفا أن تصفية الحسابات بين مختلف القوى والدول في المنطقة يجب ألا تنعكس سلبا على عملية التسوية السياسية في سورية مشيرة إلى أن جماعات كثيرة تدرك أهمية عملية أستانا.
ما حقيقة الطائرات المجهولة التي تقدم الدعم لإرهابيي “داعش” في أفغانستان؟
من جهة ثانية دعت زاخاروفا وسائل الإعلام الغربية إلى طرح أسئلة بشأن المروحيات المجهولة التي تقدم الدعم لتنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان أمام مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن بلادها تتوقع تحرك الغرب والإعلام الغربي حول ذلك.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي اليوم إن “تقارير جديدة حول مروحيات لا تحمل أي علامات تقل مسلحين من الجناح الأفغاني لتنظيم داعش وأسلحة وذخيرة لهم في شرق أفغانستان لفتت انتباه موسكو ومن ضمنها مذكرة بورود أنباء حول نقل أكثر من 50 مسلحاً لدعم الإرهابيين في ولاية نانكارهار شرق البلاد”.
وأضافت زاخاروفا “إن النائب في البرلمان الأفغاني ظاهر قادر أعلن أن المروحيات المذكورة تعود إلى القوات الأمريكية، لافتة إلى أن السلطات الأفغانية أو قيادة قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو لم تقدم أي تفسيرات واضحة بشأن طلعات الطائرات المجهولة التي تدعم إرهابيي “داعش”.
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية وسائل الإعلام الغربية التي توجه اتهامات لا أساس لها إلى موسكو بدعم حركة طالبان إلى طرح أسئلة بشأن المروحيات المجهولة في أفغانستان أمام مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية.