لا زالت مدينة حلب عطشى وبلا مياه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ، نتيجة قيام تنظيم “داعش” بإغلاق مضخات المياه من الخفسة، ولازال أهالي المدينة يعانون في تأمين المياه مجبرين على وضع أنفسهم تحت رحمة أصحاب “الصهاريج” ومزاجيتهم وأسعارهم المرتفعة.
وخلال متابعة تلفزيون الخبر لموضوع المياه، أوضح مصدر مسؤول في مؤسسة مياه حلب أنه “لم يصل حتى الآن من المبادرات الأهلية أي خبر عن التوصل لإتفاق يقضي بعودة المياه للمدينة”.
وأكد المصدر أن “المحاولات لا زالت مستمرة ولم تتوقف، وورشات المؤسسة جاهزة للتحرك فوراً في حال الحاجة لها”، مضيفاً: “نحن أبناء حلب والوجع واحد وأمنياتنا أن يحل الموضوع اليوم قبل الغد”.
ومع انقطاع المياه الشرب عن المدينة بات باب الإبتزاز مفتوحاً لأصحاب النفوس الضعيفة من أصحاب الصهاريج بالتحكم بسعر بيع المياه للمواطنين حيث وصل سعر الـ 1000 ليتر من المياه إلى 2500 ليرة سورية، وحصرية بيعها لبعض الأشخاص من ذوي الدخل المسموح.
وكان عدد من أهالي حلب تحدثوا لتلفزيون الخبر أن “المياه التي تصل عبر الآبار أو الصهاريج الموزعة على الأحياء لاتسد حاجة الأسرة ليوم أو يومين، ولانستطيع تأمين صهريج خاص لأسباب منها سعرها المرتفع أو عدم تجاوب أصحاب الصهاريج بسبب الضغط “.
ولفت أحد المواطنين إلى أن “الآبار تشهد أيضاً في بعضها ازدحامات كبيرة من سيارات تعبئة الصهاريج الخاصة التي بعد انتهاءها تقوم ببيع الليتر بأسعار مرتفعة بدون وجود أي رقابة عليهم”.
وتابع: تكاليف المعيشة تزاد يوماً بعد يوم من دفع قيمة الأمبيرات إلى دفع فواتير الاتصالات إلى دفع قيمة صهاريج المياه إلى تامين مستلزمات الحياة من الأكل والدواء وغيرها، وبتنا لا نتحمل صعوبة المعيشة وتكاليفها الباهظة”.
وتعود معاناة الحلبيين مع مشكلة المياه إلى 3 سنوات خلت ، حين قامت الجماعات المسلحة بتفجير القساطل في منطقة بستان الباشا التي كانت تعتبر خط تماس في ذلك الوقت، وتحكّم الجماعات المسلحة بقطع المياه ووصلها للحصول على مطالب خاصة لهم آنذاك.
ومع استعادة الجيش العربي السوري سيطرته على كامل مدينة حلب بما فيها مضخات المياه في سليمان الحلبي نهاية العام الماضي، تفاءل الحلبيون خيراً في إنهاء معاناتهم في تأمين المياه إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه.
وكان كشف مصدر خاص لتلفزيون الخبر الأسباب الحقيقية التي أدت لإنقطاع المياه عن مدينة حلب، قائلاً أن “المياه تضخ للمدينة من نهر الفرات عبر محطتي ضخ الخفسة والبابيري الواقعتين على بحيرة الاسد واللتين تسيطر عليهما “داعش” حالياً”.
وتقوم هاتين المحطتين “بضخ المياه عبر خطوط ضخمة، ليتفرع أحد هذه الخطوط في منطقة عين البيضا وليذهب فرع بإتجاه مدينة الباب والمناطق المحيطة بها، والتي تسيطر عليها التنظيم”.
ومنذ حوالي العشرين يوماً وخلال تقدم الجيش العربي السوري بإتجاه الباب ونتيجة الإشتباكات التي حصلت، “تضرر قسطل 700 مم الذي يوصل الماء من محطة عين البيضا إلى الباب ، وبذلك انقطعت المياه عن مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة “داعش””، بحسب المصدر.
وأضاف “نتيجة لذلك طالب تنظيم “داعش” الإرهابي بإصلاح القسطل لإعادة الضخ إلى مدينة الباب، التي يسيطر عليها، وقاموا بقطع المياه من الخفسة عن مدينة حلب لحين إصلاح الخط، بحسب قولهم”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/ana_sy